مجموع كتب ورسائل الإمام المهدي الحسين بن القاسم العياني،

الحسين بن القاسم العياني (المتوفى: 404 هـ)

[مسألة قدرة الله على الظلم وتنزهه عنه]

صفحة 305 - الجزء 1

  الأشياء محدثة فقد فسد قولك من⁣(⁣١) نقلها واصطناعها، وصح قولنا في اختراعها، وإحداث أصولها وابتداعها.

[مسألة قدرة الله على الظلم وتنزهه عنه]

  مسألة فإن قال: أيقدر⁣(⁣٢) الله أن يظلم عبيده ويخلف وعده ووعيده؟

  قيل له ولا قوة إلا بالله: نعم هو قادر على ما سألت، وغير عاجز عما ذكرت، وليس كلما قدر عليه الحكيم فعله؛ لأنا نجد الحكيم منا مع حاجته لا يفعل القبيح لذمامته، فكيف بالحكيم الغني؛ لأن الفاعل لا يفعل فعلاً إلا لحاجة تدعوه إلى [اجتلاب]⁣(⁣٣) منفعة أو دفع مضرة، والله لا يحتاج إلى اجتلاب المنافع ولا إلى دفع المضار والفجائع، فتبارك الله وتعالى عن ظلم عبيده، وإخلاف وعده ووعيده، وأيضاً فقد يكون الكذب والسفه والعبث من الظالمين لغير حاجة تدعوهم إلى ظلم المظلومين.

[تنزه الله عن العبث]

  فإن قال بعض الملحدين: فما تنكر أن يعبث الله - تعالى سيدنا من قول الملحدين -؟

  قيل له ولا قوة إلا بالله: إن عبثهم هذا الذي ذكرنا وجورهم لغير حاجة فيما قدمنا إنما يدعوهم إليه البطر والهوى والله تعالى عن ذلك لا يبطر


(١) في (ب): في نقلها.

(٢) في (ب): فإن قال هل يقدر.

(٣) في (أ): ما بين المعكوفين ساقط.