باب الدلالة على نفي الصفات عن الله فاطر السماوات
صفحة 174
- الجزء 1
باب الدلالة على نفي الصفات عن الله فاطر السماوات
  قال المهدي لدين الله الحسين بن القاسم ~: إن سأل سائل فقال: هل لله صفات؟
  قيل له ولا قوة إلا بالله: مسألتك تحتمل وجهين:
  [١] إما أن تكون أردت أن له صفات غيره، بها عَلِمَ وقَدِرَ.
  [٢] وإما أن تكون أردت أن له صفات هي هو.
  فإن قلت: إن معه صفات غيره بها قدر وعلم، فهذا محال أن يكون معه في القدم غيره، أو يكون أيضاً محتاجاً إلى غيره.
  ودليل آخر: لو كان له صفات غيره لم تخل تلك الصفات من أحد وجهين:
  [١] إما أن تكون متعلقة به.
  [٢] وإما أن تكون مباينة له منفصلة عنه.
  فإن قلت: إنها متعلقة به جعلته محلاً وموضعاً، والمحل لا يكون إلا مكاناً، والمكان لا يكون إلا جسماً.