[مصير الطفل الذي يموت بعد بلوغه بساعة أو ساعتين]
  ودليل آخر: أن الله ø: لو قبضهم في حال صغرهم لم يمنعهم قبضه لهم من الكفر من الصغر في حال حشرهم عند بعثهم في الآخرة ونشرهم.
  فإن قال: ما منع الله أن يخيرهم ويهملهم في الجنة ويسترهم؟
  فالجواب في ذلك: أنه لو خيرهم لكانت الطاعة فعله لا فعلهم، ولو ستر الجميع من المحنة وتركهم لساوي بين محقهم ومبطلهم، ولا فرق بين مسيئهم ومحسنهم، ومن كان لا يفرق بين وليه وعدوه ومحبه ومبغضه فليس يستحق الحكمة عند الحكماء، ولا ينسب إليه العلم أحد من العلماء؛ لأن هذا جهل عظيم لا يفعله ابداً حكيم، تعالى عن ذلك الحي القيوم، الواحد الرحمن الرحيم.
  ودليل آخر: إما أن يكون السائل عتب على الله في خلقهم ورزقهم، وإما أن يكون عتب عليه في كفرهم، فإن كان عتب على الله في خلقهم فليس يجب عليه عتب في إيجادهم بعد عدمهم، وحياتهم بعد موتهم، وتعليمهم بعد جهلهم، وغناهم بعد فقرهم، فإن كان عتب عليه في كفرهم فكيف ويله يعتب على الله في فعلهم وهلاكهم لأنفسهم.
[مصير الطفل الذي يموت بعد بلوغه بساعة أو ساعتين]
  وسألت يا اخي اكرمك الله بكرامة الأبرار ونجانا وإياك من عذاب النار، عن طفل مات بعد بلوغه بليلة أو ليلتين أو ساعة أو ساعتين، اين مصيره إن كان مقصراً في بعض ما أوجب الله عليه وندبه من الطاعة إليه؟
  واعلم يا أخي أن هذا المقصر في طاعة الله مولاه الراكن إلى غرور دنياه، لا يخلو أن يكون عاقلاٌ أو يكون مستلب الذهن غافلاً، فإن كان مجنوناً