مجموع كتب ورسائل الإمام المهدي الحسين بن القاسم العياني،

الحسين بن القاسم العياني (المتوفى: 404 هـ)

[معنى الشجاعة والجبن]

صفحة 409 - الجزء 1

  واعلم يا أخي - زادك الله علماً، ونجانا وإياك من العمى - أن التوفيق هو التسديد، وهو الهدى من الله والتأييد، وهو زيادة من الله للمهتدين، وإرشاد منه لعباده الراشدين، فمن قَبِلَ عن الله الهدى، وشكره على نعمه الابتداء، زاده هدى إلى هداه، وبصَّره وآتاه تقواه.

  وأول توفيق الله وتسديده، وعونه للمؤمنين وتأييده، أن يبصرهم معالم دينهم، [ويزيدهم في علمهم ويقينهم]⁣(⁣١) ويعينهم بلطفه على جهاد أنفسهم.

  وأول خذلان الله لأعدائه تركه لهم على ضلالهم، واستدراجه إياهم بإغفالهم، فإذا خذلهم بالترك والإغفال، لم يصيبوا رشداً في حال من الأحوال، ولم يزالوا مرتطمين في الضلال [لما غيروا من نعم الله وبدلوا وكابروا من الحق فلم يقبلوا حتى صدت قلوبهم عن الهدى وعميت أبصارهم وأظلمت عن نور الحق فجهلت، فنعوذ بالله من العماية في الدين والضلالة عن الحق واليقين]⁣(⁣٢).

[معنى الشجاعة والجبن]

  وسألت عن الشجاعة والجبن، أهما من الله تركيب في الأجسام، أم هما اكتساب من العباد؟

  واعلم يا أخي أن الشجاعة على وجهين، وكذلك الجبن أيضاً على معنيين:

  فمن ذلك شجاعة المتعبدين.

  وشجاعة من لا يعقل من المخلوقين.


(١) ما بين المعكوفين زيادة في (ج).

(٢) ما بين المعكوفين ساقط في (ج).