باب نفي صفات الأجسام عن الله ذي الجلال والإكرام
باب نفي صفات الأجسام عن الله ذي الجلال والإكرام
  واعلم أن الله سبحانه ليس بداخل في الأشياء ولا خارج كخروج الأشياء ولا بينه وبين خلقه مكان ولا هو في مكان ولا هو فوق الأشياء ولا هو تحت الأشياء ولا محيط بالعالم كإحاطة الإناء بالماء وغيره من الأشياء، وأنه فوق الأشياء بقدرته وفي الأشياء بعلمه ومحيط بها بخبره، وأن بصره هو نفي العمي عنه وبصره بالأشياء، وسمعه نفي الصمم عنه، وليس ثم بصر ولا سمع على شبه الخلق، وأنه ليس بشخص محدود ولا عدد معدود، ولا بذي كل ولا بعض ولا طول وعرض ولا عمق ولا لون ولا طعم ولا رائحة ولا محسه ولا حواس ولا فكرة ولا يقين ولا شك ولا تمييز ولا محبة ولا بغض، ولا صبر ولا غيظ، ولا جهل ولا خاطر، ولا يمين ولا شمال، ولا خلف ولا أمام، ولا فوق ولا تحت، ولا افتراق ولا اجتماع، ولا حركة ولا سكون، ولا ارتفاع ولا اتضاع، وأنه بخلاف ما وقع عليه وهم أو أدركه ظن، وأنه لا يخطر على القلوب، وأنه لا يعرف شيء من الأشياء إلا أن لهذا الصنع صانعاً ليس له شبيه ولا مثيل ولا نظير ولا عديل.
  وصلى الله على سيدنا محمد خاتم النبيين وعلى أهل بيته الطاهرين وسلم تسليماً.