[معنى السخرية]
  والجواب في ذلك: أن كل سبب من الأسباب لا يخلو من أن يكون من رب العالمين أو يكون من المخلوقين، فإن كانت هذه الحاجة من الله فهو الذي سهلها وفعلها له خاصة وجعلها، وإن كانت من العباد فهم الذين أنالوه حاجته وأوصلوه إرادته وطلبته، وإن كانت منه بحسن التدبير والاختيار واللطف والحرص والاحتيال فذلك منه بلطف التدبير والبصيرة، فيما قصد من الامور.
  وأما هذا الذي لم يقدر على حاجته ولم يظفر بإرادته فلا يخلو من أن يكون الله منعه وحبسه عن ذلك وقطعه، وإما أن يكون العباد منعوه ولم يوصلوه إلى حاجته ودفعوه.
  وإما أن يكون منعه من ذلك سوء تدبيره، فلم يقدرعلى ما أراد لتقصيره](١).
[معنى السخرية]
  وسألت عن قول الله سبحانه: {لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا}[الزخرف: ٣٢]؟
  والجواب في ذلك: أن الله ø(٢) سخر بعضهم لبعض تسخيراً، وجعل في ذلك حكمة وتدبيراً، ولو لا تسخيره لما عاش ضعيفهم مع قويهم، ولما انتفع فقيرهم بغنيهم.
(١) ما بين المعكوفين ساقط في (ج).
(٢) في (ج): الله سبحانه.