مجموع كتب ورسائل الإمام المهدي الحسين بن القاسم العياني،

الحسين بن القاسم العياني (المتوفى: 404 هـ)

باب الحقائق

صفحة 234 - الجزء 1

باب الحقائق

  فإن قال: فما حقيقته في ذاته؟

  قيل له ولا قوة إلا بالله: مسألتك تحتمل وجهين:

  إما أن تكون أردت حقيقة ذاته.

  وإما أن تكون أردت الدلالة على وجوده.

  فإن كنت أردت ذاته فحقيقته ذاته وذاته حقيقته، وإن كنت أردت الدلالة على حقيقته (وصنعه)⁣(⁣١)، فالجواب في ذلك: أن وجود خلقه وصنعه يدل على أنه شيء حق، وليس عندنا من الجواب في المسألة إلا ما ذكرت لك، إذ كل شيء موجود مدرك محسوس تعرف حقيقته بذاته، والله لا يعرف إلا بما أظهر من حكمته، وحقيقته قدمه وهو حقيقة ذاته، وكذلك غير القدم من صفاته كعلمه وقدرته وحياته.

  مسألة فإن قال: فما هو؟

  قيل له ولا قوة إلا بالله: مسألتك تحتمل ثلاثة أوجه:

  إما أن تكون سألت عن اسمه.

  وإما أن تكون سألت عن صفته.

  وإما أن تكون سألت عن ذاته.

  فإن كنت سألت عن اسمه فهو الله الرحمن الرحيم، وإن كنت سألت عن صفته فهو الواحد القديم القدير العليم، وإن كنت سألت عن ذاته فهو الذي ليس كمثله شيء.


(١) في (ب): وصنعه. زيادة.