مجموع كتب ورسائل الإمام المهدي الحسين بن القاسم العياني،

الحسين بن القاسم العياني (المتوفى: 404 هـ)

[الرجوع إلى أهل الذكر]

صفحة 474 - الجزء 1

  ذلك قولهم، وتأولوا تأويلهم، فالحق إذا لم يزل عندهم للباطل مثلاً، وما في الكتاب من العلم جهلاً، إذ لم يزل المبطلون بهذا القول يحتجون، وبه على من رفضوا يتأولون، ولن تشتبه حجج المتقين والمبطلين ولن يوجد المحقون بذلك قائلين، ولا لتأويلهم متأولين، ولا لقولهم أبداً قائلين، وهذا مما لا يقول به أبداً لبيب، ولا يعتقده من الخلق مصيب، فلو لم يكن لنا من الحجج إلا ما في المعقول لكان فيما ذكرنا كفاية لأهل العقول.

[الرجوع إلى أهل الذكر]

  فكيف؟! إلا أن الله قد رد عليهم في مقالهم وأكذبهم في سوء أفعالهم، فقال تعالى جده، وخذل من عصاه وعانده: {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ٤٣}⁣[النحل: ٤٣] ولا يخلو قول الله لعباده أن يكون عبثاً وتمرداً، أو يكون أراد معدوماً، أو يكون أراد موجوداً.

  فإن قال قائل: إن الله اراد العبث والتمرد كفر، كفر من الحد وجحد، وهذا فما لا يقولون به أبداً، ولا يوجد أحد منهم لشيء من ذلك معتقدا، وإن قال إنه أراد بذلك كتب من عدم من آل الرسول خرجوا بقولهم من المعقول؛ لأن الحكيم لا يأمر بسؤال بياض ولا سواد، وإن كان والحمد لله من النور والهدى ما لا ينكره إلا من ظلم واعتدى، وأيضاً فلو كان هذا على مجاز الكلام لكانت هذه حجة على كل إمام، ولبطلت حجج الله آخر الأيام، فكل ما قام بالحق قائم، قال له المعارضون: إنما هذا القول في كتب من عُدم منهم، ولكانت هذه الحجة على أئمتهم، ولكانوا محتجين لمن عارضهم مقرين بصحة قول من عاندهم؛ لأن هذه حجة المعارضين الذين هم لأئمتنا رافضين،