[في تأثيرات الرياح]
[في تأثيرات الرياح]
  وسألت عن الرياح تهب على إنسان فتسقطه في بئر، أو تهدم عليه جداراً فيموت، أذلك من الله، أم هو من الرياح؟
  والجواب في ذلك: أنه لا يخلو:
  [١] أن(١) يكون تعرَّض لذلك فأهلك نفسه.
  [٢] وإما أن يكون ذلك بغير كسبه.
  فإن تعرَّض للهلكة وألقى بنفسه إليها، فقد أثم في نفسه واعتدى عليها، وإن كان لم يتعرض بشيء من ذلك حتى هجم عليه، وورد بغير اكتسابه(٢) إليه، فذلك من الله سبحانه صنع وتدبير، وتهلكة لعبده وتدمير، فأما الجدار والرياح فلا ينسب الفعل إليهما، ولا يقال به في سبب من الأسباب عليهما.
[في ما يتلفه البَرَد]
  وسألت عن الغيث والبَرَد إذا تلف منهما تالف أو مات بأسبابهما [ميت](٣)؟
  (والجواب في ذلك): أن الله أتلفه بالبَرَد والمطر وأماته، وأذهب عمره بذلك وحياته، فأما الغيث والبرد فلا يعيان ولا يعقلان، ولا يقتلان أحداً ولا ينشران، ولكن أمات بهما وأحيا، ودبّرهما(٤) وهيَّأ، وجعل فيهما خيراً وشراً، وركب فيهما نفعاً كامناً وضراً.
(١) في (ج): وإما أن.
(٢) في (ج): اكتساب.