مجموع كتب ورسائل الإمام المهدي الحسين بن القاسم العياني،

الحسين بن القاسم العياني (المتوفى: 404 هـ)

[لطف الله في البهائم]

صفحة 415 - الجزء 1

  إرادة حتم لأفناه ولو جبره على التلف لما أبقاه ولما مهله ساعة ولا أحياه، ولكنه أمر بقتله أمراً ولم يجبره على القتل جبراً]⁣(⁣١).

[أضرار الهوام]

  وسألت عن رجل كان يسير في طريق فلدغته حية أو غيرها من الهوام؟ وعن الجراد وأكله⁣(⁣٢) للزرع، أذلك من الله بإلهام، أم هو من أنفس الهوام؟

  والجواب في ذلك: أن الله ø ألهم جميع الدواب والأنعام اجتلاب منافعها، ودفع مهالكها، فإن كانت هذه العجم قصدت الملدوغ قصداً، وتعمدت هلاكه عمداً، فذلك بإلهام الله ومشيئته.

  وإن كان هو الذي تعرض بها⁣(⁣٣) فذلك بإرادته، لأنه قصد شراً كامناً بمهجته، لأن الله ø قد ألهمها نفي ما هجم⁣(⁣٤) عليها، وإهلاك ما قصد إليها.

[لطف الله في البهائم]

  وسألت عن البهائم هل معها عقول تعقل بها، وتميز ما يضرها وينفعها؟

  والجواب في ذلك: أن العقول لا تنسب إلا إلى المتعبدين، ومن كان من المهتدين والضالين، ولكن الله ألهم أنفس البهائم إلهاماً، وجعل ذلك لحياتهن قواماً.


(١) ما بين المعكوفين ساقط في (ج).

(٢) في (ج): وأكلها.

(٣) في (ج): لها.

(٤) في (ج): ما يهجم.