كتاب شواهد الصنع والأدلة على وحدانية الله وربوبيته
كتاب شواهد الصنع والأدلة على وحدانية الله وربوبيته
  
  الحمد لله الذي لا يعذب مَن حمده، ولا يضل عن الهدى من أرشده، ولا يخيب رجاء مَن قصده، ولا يذل مَن نصره، ولا يضل سعي مَن شكره، ولا يعمى عن الحق مَن بصَّره، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأن محمداً عبده ورسوله، شهادة مَن أيقن بوحدانيته، وتعرَّض لعفوه ورحمته وجوده وكرمه ورأفته، وأقر بذل ملكته، [وخضع](١) لعظمة سطوته، وانقطع إليه بكليته، وأخلص قلبه لمحبته، وانقاد لأمره وطاعته، وتاب إليه من خطيئته، وأستعينُ به على نصيحته، وأرغب إليه في مودته، وإلهام رشده وحكمته.
  وبعد ...
  [يا أخي](٢) فإن الله جل ذكره، تعرَّف إلى خلقه بإيجاد ما أوجد من بريته، وصنع ودبر بمشيته، ثم أوصل إليهم العلم بربوبيته، بما أظهر لهم من أعاجيب فطرته، وشواهد صنعه، وآياته.
(١) في الثلاث النسخ (ويخضع) ولعل الصحيح ما أثبته بين المعكوفين.
(٢) زيادة من النسختين ب، جـ.