[الإنسان بين عقله وجوارحه]
  تمييزهم وعقولهم، وقد علم الله ø(١) ذلك منهم، فلم يكلهم إلى أنفسهم، بل أمرهم باتباع آل نبيهم، وسبيل هدايتهم ونجاتهم.
[الإنسان بين عقله وجوارحه]
  وسألت يا أخي - وفقنا الله وإياك لطاعته، وأعاننا على اتباع مرضاته - عن الإنسان المخاطب المأمور المتعبد في جميع الأمور، المكافأ على البر والفجور، أهو العقل أم الجوارح؟
  والجواب في ذلك: أن العقل حجة تعبد الله الخلق بعد كمالها، وأثاب وعاقب البرية بفعالها.
  فأما العقل فلا يقع عليه الثواب والعقاب، وإنما هو شاهد على الخطأ والصواب، وإنما يقع الثواب والعقاب على الجسم والروح إذا اجتمعا، أوعلى الروح وحده وإن لم يكونا معا، فأما الجسم الموات فلا يعقل إذا فارقته الحياة.
[ماهي الرؤيا]
  وسألت يا أخي - تولى الله حفظك، ووفر في الخيرات(٢) حظك - عن الرؤيا التي يراها المؤمنون والكافرون، وكيف يلتقي(٣) الأرواح، وهل تكون الرؤيا شيء ليس من الله سبحانه؟ وما(٤) يصح من الرؤيا وما هو من الشيطان؟
(١) في (ج): علم الله سبحانه.
(٢) في (ج): ووفر في الثواب الجزيل.
(٣) في (ج): تلتقي.
(٤) في (ج): وهل يصح.