مجموع كتب ورسائل الإمام المهدي الحسين بن القاسم العياني،

الحسين بن القاسم العياني (المتوفى: 404 هـ)

[مصادر الدين]

صفحة 339 - الجزء 1

  على العدل والإحسان ونفى الفضائح والقبائح والجور والعدوان، واحمال الشنع وترك الأفحاش، وَمَقَتَ سبحانه كل عيب يعاب عند الأخيار والأوباش، لأنه فطر جميع العقول على تحسين الحسن من الأفعال، وتقبيح القبيح من الفعل والمقال، فحكمة الله سبحانه بريئة من غلو الغالين مطهرة من شنع الجهلة الضالين الذين لم يعرفوا حقيقة أول الأصول، ولم يفهموا ذلك عن الله الواحد الجليل، ولم يقتدوا بمن جعله الله من أهل العقول، فكل سبب رايتموه من الدين يخالف ما ذكرنا ويجانب من الصواب مابه قلنا، فالله بريءٌ من ذلك ورسوله وحكمة الله بعيدة من ذلك وتنزيله، ولكن ينسب ذلك إلى غلو الغالين وتقليد من يقتدي بهم من التالين؛ لأن حكمة الله رحمة وبرٌ وإحسان ومصلحة وآداب وأمان وإيمان وضد ذلك خطأ وجور وعدوان، وقبائح وشنع وفضائح وبهتان، فهذا فرق بين الخطأ والصواب لا يعمى عنه أحد من ذوي الألباب.

[مصادر الدين]

  وإنما دين الله مبني على وجهين:

  أحدهما: معقول.

  والوجه الآخر: مسموع أتى به الرسول.

  والمعقول هو الأصل الذي صح من أجله المسموع وثبت بعد تأصيله عليه الفروع، فكلما خالفه من الروايات وجانبه من جميع الأحاديث المسموعات، فلا يعمل به في دين الله ولا يتكل عليه، ولا يركن أبداً عاقل إليه؛