[معرفة الله لذاته]
  لا يوصف بعلم ولا خبرة، ولا تدبير ولا فطرة، لأنه لا يخلو من أحد وجهين:
  [١] إما أن يكون على تلك الشهوات مجبولاً مصطنعاً.
  [٢] وإما أن يكون عزيزاً عن(١) ذلك ممتنعاً.
  فإن كان غير ممتنع من الخواطر والأحوال، ولا عزيزاً عن(٢) الزوال والانتقال، فذلك مضطر مفطور، ولا يمتنع من الحوادث والتدبير، ولا ينفك من صنع العليم القدير، وإن كان عن ذلك عزيزاً، وكان من الخواطر ممتنعاً حريزاً، فقولك هذا كفر بذي الجلال، وجهل بالله الكبير المتعال.
  وإن أردت تكرير القول بالإرادة، فقد أخطأت(٣) في تكرير القول وترديده في غير معنى(٤).
[معرفة الله لذاته]
  مسألة فإن قال: أخبرني عن الله أيعرف نفسه أم ينكرها؟
  قيل له ولا قوة إلا بالله: اعلم أنه لا ينكر نفسه؛ لأن المنكِر لنفسه الجاهل بها إذا جهل نفسه فهو لغيرها أجهل والله يتعالى عن الجهل والنقصان ويتنزه عن شبه المخلوقين في كل شأن.
  مسألة فإن قال: أخبرني عن معرفته سبحانه(٥) لنفسه أهي هو أم هي غيره؟
  قيل له ولا قوة إلا بالله: اعلم أيها السائل أن معرفة الله لنفسه هي هو.
(١) في (ب): عزيزاً من ذلك.
(٢) في (ب): عزيزاً من الزوال.
(٣) في (ب): فقد أصبت.
(٤) في (ب): على غير معناه.
(٥) في (ب): معرفة الله لنفسه.