مجموع كتب ورسائل الإمام المهدي الحسين بن القاسم العياني،

الحسين بن القاسم العياني (المتوفى: 404 هـ)

[المهدي المنتظر]

صفحة 476 - الجزء 1

  وأيضاً فليس من حكمة الحكيم أن يحتج على عباده بحجة من آل بيته، ثم يخفيها عنهم ويغمرها ولا يعلمهم بها ويسترها ويحاسبهم على ما لم يعلموا ويعذبهم على ما لم يفهموا، أجل الله ø لبعيد عن هذه الفرية وأمثالها ونظائرها من القول وأشكالها، وإنما معنى ما روي من الحجة الباطنه عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ~ هو المقتصد من آل الرسول، وقد روي عن رسول الله ~ وعلى الطاهرين من آله وسلم تسليماً أنه ذكر الحجة ثم قال: إما السابق واما المقتصد وإنما المقتصد مقتصداً لاقتصاده عن المراد، وسمي حجة لاحتجاجه على جميع العباد، وزعموا أن الإمام لا يقتصد أبدأ ولا يوجد قبل سبقة مقتصداًولا يزال سابقاً، وقد رد الله عليهم وأكذبهم في قولهم إذ يقول عز من قائل لنبيه المصطفي وأمينه المرتضى: {وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى}⁣[الضحى: ٧] ولم يكن ضلاله ~ وعلى آله وسلم ضلالة شرك ولا مرية ولا شك، وإنما كانت ضلالته جهلاً بما لم يؤت إلا بعد كماله، ومصداق ذلك قوله تعالى: {مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ}⁣[الشوري: ٥٢] فكيف بمن دون ذلك من أوليائه.

[المهدي المنتظر]

  وفي ذلك ما يقول رسول الله ÷ تسليما فيما ذكر من المهدي وما سيكون من اقتصاده، قبل دعوته وجهاده: «ستاتي بعدي فتن متشابهة كقطع الليل المظلم» فيظن المؤمنون انهم هالكون فيها، «ثم يكشفها الله عنهم بنا أهل البيت برجل من ولدي خامل الذكر، لا أقول خاملاً في حسبه ودينه وعلمه ولكن لصغر سنه وغيبته عن أهله واكتتامه في عصره» فبين ~ وعلى آله وسلم أنه يريد بذلك الاقتصاد لا ما ذهب إليه أهل اللداد،