(كتاب: الرد على من أنكر الوحي بالمنام بعد خاتم النبيين)
(كتاب: الرد على من أنكر الوحي بالمنام بعد خاتم النبيين)
  صلى الله عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين
  
  الحمد لله الذي جاد علينا بأنواع دلائل الهدى، وعصمنا بذلك من الحيرة والردي، نحمده على ما لا يحصى من الآئه، ونسأله أن يجعلنا من أوليائه، وأشهد أن لا إله إلا هو وحده لا شريك له شهادة من زالت عنه شبه المحال، وانقطعت عنه طرق الضلال، وأيقن بوحدانية ذي الجلال، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ونبيه وخاصته ووليه، شهادة من صدقه فيما أتى به، وسلم له في جميع أسبابه، وأشهد أن الله ختم به أنبيائه وأعز به أوليائه، وأذل به أعدائه، وأكمل به الدين، وأعز به المؤمنين، وأرغم به الشياطين](١).
  فليس يدعي النبوة إلا كاذب في المقال، متكمه في الضلال؛ لأن الله ختم به نبوته، وأكمل به حجته، فلما قبضه الله إليه واختار له ما لديه، خلفه الله(٢) في أمته بأخيه وذريته، وجعلهم هداة بريته، فهم خلفاء الله في خلقه وأمناؤه على وحيه، لا يسلم أحد إلا بولايتهم، ولا يهلك إلا بعداوتهم، فنعوذ بالله
(١) ما بين المعكوفين، ساقط في (ج).
(٢) ساقط في (ج).