باب الرد على من جحد النبوة
باب الرد على من جحد النبوة
  قال الإمام المهدي لدين الله الحسين بن القاسم بن علي @: فإن قال: وما أنكرتم من أن يكون لنا خالق على ما وصفتم ولم يرسل رسلاً؟
  فلنا بحمد لله رد على هؤلاء سنذكره: وذلك أنهم جحدوا الرسل واعتلوا في ذلك بأن الله سبحانه حكيم، والحكيم إذا علم أنك لا تجبه فلا يرسل إليك إلا وهو عاتب.
  فيقال لهم: ليس الأمر كما توهمتم، ولكن إذا علم الحكيم أنه قد أعطاك قوة تفعل بها ما أمرك بفعله، وتترك ما أمرك بتركه، ثم أرسل إليك فلا يرسل إليك إلا وهو يعلم أن لك قوة إلى فعل ما أمرك بفعله، وترك ما أمرك بتركه.
  ويقال لهم: أَعِلمُ الله مانع له من إرسال الرسل؟! أم علمه مانع لكم من طاعته؟!
  فإن قالوا: إن علمه منعه، جعلوه ممنوعا مضطراً مدفوعاً، وجعلوا العلم شيئاً مانعاً، ولحجته دافعاً، فسبحان الله عما يشركون! وإنما علمه ذاته.
  وإن قالوا: إن علم الله مانع لهم من طاعته، فقد أحالوا في قولهم، لأن العلم هو الله، والله حكيم، والحكيم لا يمنع المطيعين من طاعته.