[معنى المس في آية الربا]
[معنى المس في آية الربا]
  وسألت عن قول الله سبحانه مولانا الواحد الجليل، وما ذكر في أهل الربا من القول: {الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ}[البقرة: ٢٧٥]؟
  وهذا مثل ضربه الله لمن يعمل بالربا كالموموس(١) وخبله، إذ لم ينتفع(٢) ويزدجر عن الحرام بما ركب الله من عقله، والمسّ فهو الجنون، وإنما خاطبهم الله بما يعرفون، لأنهم إذا رأوا مجنوناً سموه مخبوطاً منقوصاً، وكان بذلك الاسم عندهم مخصوصاً.
[في عدم تأثير العين]
  وسألت - أكرمك الله - عن العين، وما يعتقد العوام من إصابتها للبهائم للحسان، والأشجار المثمرة، وغيرها(٣).
  واعلم يا أخي أن ذلك لا يصح عند من يعقل، ولا يقول بذلك من الناس إلا من يجهل، ولكنه ربما وافق أمر الله نظرهم، فيتوهمون أن ذلك منهم.
  وليس يخلو نظرهم من أن يكون انتقل منه جسم إلى الشيء المعجب ولابسه(٤)، ووصل إليه ولامسه. وإما أن يكون لم يصل شيء منه إليه، ولم يقع مما توهموا عليه.
(١) في (ج): بالموموس.
(٢) في (ج): ولم يزدجر.
(٣) في (ج): وغير ذلك.
(٤) في (ج): فلابسة.