مسألة في الإرادة سأل عنها علي بن عبد الله

  سألت يا أخي تولى الله رشدك، عن كلامي في إرادة الله ø، ولم أقل من ذلك إلا ما قال أئمتنا À، وذلك أن الإرادة قد هلك فيها كثير من الناس، فقيل فيها بأقاويل كثيرة فرددناها إلى العقول، فلم تخل عندنا من أحد أوجه:

  [١] إما أن تكون قديمة كقدم العلم والقدرة.

  [٢] وإما أن تكون خاطراً يحدث بعد عدمها، ويكون قبل الفعل.

  [٣] وإما أن تكون هي الفعل.

  فأما من زعم أن الإرادة قديمة كقدم العلم والقدرة فقد خرج من المعقول، وذلك أن هذه الإرادة القديمة بزعمهم لا يخلو أن تكون في حال قدمها ضميراً أو نية أو فعلاً، فإن [قلت]: كانت فعلاً فقد أوجبت قدم الفعل والفعل لا يكون قديماً؛ لأن الفعل حادث والحادث فلابد له من محدث، وهذا أبين الفساد والله يقول عز من قائل: {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ}⁣[يس: ٨٢] فلو كان لم يزل مريداً لكان لم يزل فاعلاً، ولو كان لم يزل