[ابتلاء الله لأوليائه]
  النعت في يوم المآب، ويكرمه كرامة أهل الثواب، ويثيب من رحمه في الدنيا وأكرمه ولطف بمن لطف به ونعمه، فتقربوا إلى الله بإكرام هذه العجم، وارحموها وتصدقوا عليها بالصدقات، وأكرموها ولا تعموا شيئاً من الحيوانات ما قدرتهم على السرور، ليدفع الله عنكم المصائب والشرور، ويسلمكم برحمته من المحذور، وقد يكون من العباد من لا يقدر على جاد البهائم وجيادها، فيلطف الله له بضعاف الدواب وأنكادها، وربما كره الله بعض الدواب لينزعه إلى من يحتمل عليه ويصبره لهذا السبب إليه؛ لأن الله ربما نزع الأرزاق بالأسباب، وذلك من لطف الله رب الأرباب، ولولا أن الله بلطفه كره بعض الأمور وجعله معيباً قليل السرور، لما انتفع مع الغني الفقير، ولو جعل الله الأشياء كلها عليَّة وجعلها محبوبة سنية لما انتفع من الفقر إلا القليل، ولمنعهم من ذلك الدني البخيل، ولكن أسرار حكمة الله فيها من المنافع أكثر مما ذكرنا، ويُكتفى من ذلك ما قلنا.
[ابتلاء الله لأوليائه]
  ومن سأل عن مؤمن جعله في هذه الدنيا عمياً، فيقال: هل من صفة حكيم أن يعمي له ولياً؟
  قيل له ولا قوة إلا بالله: ذلك دليل على رحمته وإحسانه إذا جاد على وليه بكمال إيمانه، فضرب بين وليه وبين المهالك حجاباً، ولو بصره في الدنيا لكان ذلك إلى النار بابا، والله سبحانه نعم الطبيب ونعم الولي، والسيد والحبيب، فإذا علم في عباده من ينتفع بالعلاج من داء داواه، وإذا داوي عليلاً بدواء