قال الإمام المهدي لدين الله الحسين بن القاسم ~ وعلى آله الطاهرين]⁣^(⁣١): ولعمري لقد رأيت - (أي جربت)⁣^(⁣٢) - ذلك فربما رأيت السيد في المنام وإنما الرؤيا لعبده، وربما رأيت الأب وإنما الرؤيا لوالده، وربما رأيت الرؤيا للرجل وإنما هي لسميه أو قرينه⁣^(⁣٣).

[كيفية تفسير الرؤيا]

  وليس للعاقل أن يفسر الرؤيا لنفسه ولا يعتقد ظاهر ما يرى في منامه؛ لأن الرؤيا من حكمة الله، وغور حكمة الله لا يدرك، ومن الرؤيا بيان ولغز وإشارات، [واخبار وبشارات]⁣^(⁣٤)، ومواعظ وآداب وعلامات، وليس يفسر كثيراً من الرؤيا بالوهم إلا قليل الورع جاهل احمق، لأنك ربما رأيت شراً وتأويله خير، وربما رأيت خيراً وتأويله شر، وليس يبين الحكيم كل أموره للعباد، وليس يريد بكتمانها التعمية والتجهيل، وإنما يريد بذلك ألا⁣^(⁣٥) يتكلوا على البيان، فيغفلوا عن استعمال العقول، والغفلة ربما كان فيها الهلاك، وإنما يريد أن يمتحنهم بترك البيان لينظروا ولا يغفلوا؛ لأن الإتكال على البيان لا يوجب البحث والنظر⁣^(⁣٦) والطلب، وترك النظر يوجب البلادة، والبلادة توجب الوقوع (في المصائب)⁣^(⁣٧) والوقوع في المصائب يوجب الهلاك.

(١) ما بين المعكوفين ساقط في (ج).

(٢) في (ج): لقد جربت ذلك.

(٣) في (ج): قريبة.

(٤) ما بين المعكوفين زيادة من (ج).

(٥) في (ج): أن لا.

(٦) في (ج): يوجب ترك النظر والبحث والطلب.

(٧) زيادة من (ج).