باب الوحدانية
صفحة 502
- الجزء 1
باب الوحدانية
  قال #: إن سأل سائل فقال: هل مع الله إله آخر؟
  قيل له ولا قوة إلا بالله: ليس مع الله إله ولا شريك ولا مثيل، ولا نظير ولا شبيه ولا عديل.
  فإن قال: وما الدليل على صحة ما ذكرت؟
  قيل له ولا قوة إلا بالله: الدليل على ذلك أنهما إذا كانا اثنين لم يخلوا من أحد وجهين: إما أن يكونا مجتمعين أو مفترقين.
  فإن كانا مجتمعين: فهما جزءان ملتزقان.
  وإن كانا مفترقين فهما جزءان مفترقان.
  وإن اجتمعا أو افترقا فهما مخلوقان؛ لأن الافتراق والاجتماع لا يكونان إلا في الأجسام، وما يتعالى عنه ذو الجلال والإكرام، لأن المجتمع موصل لابد له من موصّل، والمفترق مفصّل لابد له من مفصّل، والله موصّل الأشياء ومفصلها، وخالق الأجسام وجاعلها، ومفرقها وجامعها، ومبتدعها وصانعها.