مجموع كتب ورسائل الإمام المهدي الحسين بن القاسم العياني،

الحسين بن القاسم العياني (المتوفى: 404 هـ)

[مسألة خلق ما لا نهاية له]

صفحة 298 - الجزء 1

  يكون المحدَث ليس فيه دليل⁣(⁣١) الحدث فيكون⁣(⁣٢) قديماً أو عدماً ويستحيل أن يكون القديم محدثاً.

  وأما قولنا: إن الله شيء، فإنما نريد بذلك إثبات الموجود ونفي العدم المفقود؛ إذ ليس إلا موجوداً أو معدوماً، فالموجود شيء والمعدوم لا شيء، فلما وجدنا الصنع علمنا أن الصانع شيء، ويستحيل أن يصنع العدم شيئاً ويستحيل أن يصنع الجسم جسماً لما قد وصفنا.

[مسألة خلق ما لا نهاية له]

  مسألة فإن⁣(⁣٣) سأل فقال: هل يقدر الله أن يخلق خلقاً لا نهاية له؟

  قيل له ولا قوة إلا بالله: مسألتك تحتمل وجهين:

  [١] إما أن تكون أردت جسماً لا حدود له ولا جهات.

  [٢] وإما أن تكون أردت أعراض الزمان والساعات وما وعد الله بدوامه أهل الآخرة من اتصال الأوقات.

  فإن⁣(⁣٤) كنت أردت جسماً لا حدود له فهذا محال وتناقض من القول والسؤال؛ لأنك سألت عن الجسم المحدود ثم نقضت بقولك⁣(⁣٥) لا حدود.

  وإن كنت أردت بسؤالك وبما ذكرت من مقالك أعراض الآخرة ودوام ساعاتها واتصال حدوث أزمنتها وأوقاتها فكذلك نقول إنه لا انقطاع لدوامها.


(١) في (ب): فيه دلايل.

(٢) في (ب): ويكون.

(٣) في (ب): وإن سأل.

(٤) في (أ): وإن كنت. والصحيح ما أثبتناه من (ب).

(٥) في (ب): ثم نقضت سؤلك بنفيك للحدود.