[أفعال الجمادات وبطلانها]
  جعل في القرآن من الأسباب [فأما] هؤلاء الأوباش الأنجاس فإنهم لا يستأهلون خطابه، ولا يسمعون حكمته وصوابه، ولو أسمعهم كلاماً كما أسمع نبيه موسى صلى الله عليه، لخلت أنهم لا ينسبون ذلك إليه، لما هم عليه من مكابرة العقول، وتكذيب الكتاب والرسول، ولو سمعوا كلاماً لنسبوه إلى الشياطين، لمكابرتهم للحق واليقين، ولو علم الله أن في ذلك مصلحة لفَعَلَه، وأوجده للعباد ونزله، ولكن علم أن صنعه في الأجسام أشفي، وأبين للعباد وأكفي.
  مسألة فإن قال: فما الفرق بين إحسان الله وبين إحسان المومنين؟
  قيل له ولا قوة إلا بالله: إحسان المؤمنين للطمع بالثواب، وخوف النيران والعذاب، والمحن والعقاب، وذوي ما لا يحصى من الأسباب، وإحسان الله تفضل بالخلق على المخلوقين، وتكرم بالرزق على المرزوقين، لغير حاجة منه إلى خلقهم، ولا ضرورة [ألجأته] إلى رزقهم، فالحمد لله الذي أحسن إلينا وأسبغ نعمه علينا؟
[أفعال الجمادات وبطلانها]
  مسألة فإن قال: فهل يصح للجمادات فعل من الأفعال ويجوز ذلك في الاعتقاد والمقال؟
  قيل له ولا قوة إلا بالله: لا يصح الفعل من الجمادات إلا على مجاز الكلام فأما فعل الطبائع فمن ذي الجلال والإكرام أبان إنما استقامت ارواحها بطبائع الأطعمة والشراب، وذلك من حكمة رب الأرباب، ومصلح الأسباب؛