باب تفسير الإرادة والمشيئة
باب تفسير الإرادة والمشيئة
  قال الإمام المهدي لدين الله الحسين بن القاسم ~: الإرادة هي المشيئة، والمشيئة هي الإرادة، فإرادة الله هي مراده، ومراده قصده، وقصده فعله، ومعني كلما ذكرنا وبه في إرادة الله قلنا معنىً واحداً هو الفعل لا غير ذلك.
  فأما إرادة المخلوقين فهي: عرض خاطر يخطر في قلوبهم ويتعلق بأنفسهم، وذلك العرض فهو شهوة ومحبة وضمير ونية، واعتقاد، والله يتعالى أن يكون محلاً للأعراض، أو مكاناً للشهوات والأمراض؛ لأن الأعراض لا تحل إلا في الكل أو البعض والكل والبعض محدثان، وهما عن الله منفيان؛ لأن كل شيء دليل على نهايته ونهايته يدل على انقطاعه وغايته، وما كان له حد ومنقطع فله محدد قاطع ومفتطر خالق صانع، وما كان له بعض لم يخل من أحد وجهين:
  [١] إما أن يكون مجموعاً إليه فيكون موصلاً.
  [٢] وإما أن يكون منفصلاً عنه فيكون مفصلاً.
  والتوصيل والتفصيل محدثان مخلوقان متناهيان، وليست الإرادة والمشيئة كالعلم والقدرة الأولية وغيرهما من الصفات الأزلية؛ لأنه لو خلا من العلم