باب الدلالة على حدث الحيوانات ونهايتها
باب الدلالة(١) على حدث الحيوانات ونهايتها
  قال المهدي لدين الله الحسين بن القاسم بن علي $: إن سأل سائل من الملحدين فقال: ما أنكرتم من أن تكون الحيوانات لم تزل على ما ترى تحدث نطفة من إنسان وإنسان من نطفة، وبيضة من طائر وطائرٌ من بيضة، إلى ما لا نهاية له، ليس لشيء من ذلك أول ولا يكون له انقضاء، ولا خالق للأشياء؟
  قيل له ولا قوة إلا بالله: أنكرنا ذلك أشد الإنكار، وذلك أنا قدمنا لك أن في هذه الحيوانات آثار حكمة الحكيم، لا تهيأ إلا لعليم(٢)، وما كان فيه آثار صنع الحكيم العالم فهو محدث مبتدع، ومنشأ بإذن الله مصطنع، وما صح إحكامه وتدبيره، وإنشاؤه وتقديره، فهو محدث مجعول، ومبتدأ معقول(٣)، وما صح حدثه واجتعاله ونشأته وافتعاله، فقد صح تناهيه واعتماله.
  ألا ترى أن في الحيوانات إبانة صنع الحكيم، والقديم لا تكون فيه آثار علم عليم، إذ القدم أغناه عن الفاقة إلى غيره، والأزل لا يوصف بحاجة إلى الحكيم
(١) في (أ): باب الرد، و في (ب) باب الدلالة، ولعله الأصح ولذلك أثبتناه.
(٢) في (ب): إلا لعالم.
(٣) في (ب): مفعول.