مجموع كتب ورسائل الإمام المهدي الحسين بن القاسم العياني،

الحسين بن القاسم العياني (المتوفى: 404 هـ)

[حدوث الدهور والأزمان]

صفحة 97 - الجزء 1

  ونجد السكون كذلك يكثر أيضاً حتى لا يحصى، والساكن معروف بحدوده وأقطاره، موجود في محله وقراره، مثل الحجر التي لا تحصى ساعات سكونها⁣(⁣١)، فكم من ساعة لا تحصى قد سكنت، وكم من يوم وليلة قد لبثت، فتلك الساعات قد عدمت، والحجر موجودة ما برحت.

  والحركة والسكون على الجملة دهور وأزمان، وعلى التصنيف صنوف [وأفنان، وكل ذلك دليل على حدث]⁣(⁣٢) الأجسام، وبيان على فساد دعاوى الدهرية الطغام، وأشباه عجم الأنعام، وأهل التَّكَمُّه⁣(⁣٣) في الإظلام، وسَنَدُلُّ إن شاء الله تعالى على فساد قولهم، ونوضح من حدث الدهر ما عموا عنه بجهلهم.

[حدوث الدهور والأزمان]

  فإن سأل سائل منهم فقال: ما الدليل على حدث⁣(⁣٤) ما مضى من الدهور، والأيام والليالي والشهور؟

  قيل له ولا قوة إلا بالله: الدليل على حدوث ما مضى من الدهر وأزمانه، أنه لم تحدث ساعة إلا بعد حدوث ما قبلها وبطلانه.

  فإن قال: وما أنكرت من أن يكون ما مضى من الساعات ساعة قبل ساعة إلى ما لا نهاية له؟


(١) نلاحظ هنا سبق الإمام # في إبراز معنى الحركة وتعريفها وإفضائه إلى المعنى الحديث لها في علم الفيزياء حيث يقال: إن الجسم متحرك: إذا تغير موقعه بالنسبة للزمن ويقال: أنه ساكن إذا لم يتغير موقعه بالنسبة للزمن.

(٢) ما بين المعكوفين ساقط في (ب).

(٣) في نسخة (ب) البكمة.

(٤) في (ب): حدوث.