باب الرد على عبدة النجوم
باب الرد على عبدة النجوم
  قال المهدي لدين الله الحسين بن القاسم بن علي عليهما جميعاً السلام: فإن رجع إلى قول أصحاب النجوم فقال: وما أنكرتم من أن تكون هذه الأشياء تصورت لدور(١) الفلك وحركات النجوم، والفلك متصل بالعالم كاتصال خيوط الإبريسيم بآلة الحوك، فإذا(٢) دار الفلك على المصنوع بسعدٍ تمَّ وصلح، وإن دار عليه بنحس فسد ولم يتم(٣)، كما إذا حرك الصانع آلة الحوك الملائمة السد أو اللحام، أظهر في الحوك ما أراد من صورة، إما رأس طائر وإما جناحه؟
  قيل له ولا قوة إلا بالله: أنكرنا ذلك من ثلاثة أوجه:
  أحدها: أنك قايست ما لا يقاس، لأنك قايست اتصال خيوط [الإبريسيم](٤) بآلة الحوك وتحريك الصانع لها، وإظهار ما يريد(٥) بتحريكه الفلك والمخلوقين، فهذا مالا ينقاس(٦) عند ذوي الألباب، لأن الخيوط
(١) في (ب): بدور.
(٢) في (ب): فإن.
(٣) في (ب): ولم. ولعله الأصح.
(٤) ما بين المعكوفين ساقط في (أ)، ثابت في (ب).
(٥) في (ب): ما يريد بحركة.
(٦) في (ب): ما لا يتقايس.