[مسألة القدرة على العلم]
[مسألة القدرة على العلم]
  مسألة وإن سأل فقال: هل يقدر الله أن يعلم؟
  قيل له ولا قوة إلا بالله: كلامك هذا باطل لا يجوز على الله سبحانه وعز عن كل شأن شأنه.
  [وذلك أنك](١) قلت: هل يقدر الله أن يعلم، فجعلت العلم من المفعولات المحدثات وأخرجته من الصفات الأزليات، والمقدور عليه لا يكون إلا من المحدثات وذلك كعلم الإنسان المستفاد بالأفعال(٢) المدركات والله يتعالى عن الجهل والنقصان ويتقدس عن شبه الإنسان وغيره من الحيوان(٣) وغيره من صنع الواحد الرحمن.
[مسألة إرادة القدرة]
  مسألة فإن سأل فقال: هل يريد الله أن يقدر؟
  قيل له ولا قوة إلا بالله: هذه مسألة من أحول المحال وأولى ما ينزه عنه ذو الجلال والإكرام؛ لأنك قلت: يريد أن يقدر، والإرادة فمن المفعولات، والقدرة فمن الصفات الأزليات ولا تكون الإرادة إلا بقدرة من قدير لم يسبق قدرته ضعف، ولا تقصير فجعلت الصفة القديمة من المفعولات فنقضت قولك؛ لأنك قلت: يريد، والإرادة فهي الفعل والفعل لا يكون إلا بقدرة فكأنك قلت يخلق القدرة بقدرة وهذا محال متناقض وربنا محمود.
(١) ما بين المعكوفين من (ب)، وساقط في (أ).
(٢) في (ب): بالأفعال.
(٣) في (أ): من الحيوانات. ولعل الصواب ما أثبتناه من (ب).