مجموع كتب ورسائل الإمام المهدي الحسين بن القاسم العياني،

الحسين بن القاسم العياني (المتوفى: 404 هـ)

باب الرد على من زعم أن الإمامة بعد النبي صلى الله عليه وآله في ذريته وفي غيرهم من الأمة

صفحة 247 - الجزء 1

  وأما في الكتاب فقول الله سبحانه: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ٣٣}⁣[الأحزاب: ٣٣]. وقوله سبحانه لنبيه ÷: {قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى}⁣(⁣١) [الشورى: ٢٣]. فافترض مودة⁣(⁣٢) ذوي القربى من رسوله.

  فيا أيها الأمة الضالة عن سبيل رشدها، الجاهدة في هلاك أنفسها، أمرتم بمودة آل النبي؟! أم فرض عليكم مودة تيم وعدي؟! ومَن الذين أذهب لله عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً، إلا الذين أُمرتم بمودتهم من ذوي القربى من آل نبيكم! فهذه بحمد الله حجج واضحة منيرة لا تطفا، وشواهد مشهورة لا تخفى، إلا على مكابر عمي، أو شيطان غوي، قد كابر عقله، ورفض لُبَّه.

  وأما السنة فهي ما أُجمع⁣(⁣٣) عليه من إمامتهم، والباطل ما اختلف فيه من إمامة غيرهم.


(١) ممن رواها في أهل البيت $ الحاكم الحبري في تفسيره: ٣٩٥، والحاكم الحسكاني برقم: ٨٢٢ - ٨٤٤، وذكر مجموعة من الشواهد، والحاكم في المستدرك: ٣/ ١٧٢، والعمدة: ٢٦، والطبراني في المعجم الكبير: ١/ ١٢٦، والمناقب لابن المغازلي: ٣٠٧ برقم ٣٥٢.

(٢) في (ب): فافترض سبحانه مودة ذوي القربى.

(٣) في (ب): وأما في السنة ففي ما أجمع عليه ... إلخ.