باب الرد على الإمامية في صفة الإمامة
  فإن قلتم: إنه كاهن ساحر، فهذا من القول أعيبه وأفضحه، على من ينتحل التشيع في آل الرسول، لأن من نسب(١) إليهم السحر والكذب فقد عابهم بأعظم العيب، ومن كان ساحراً كذاباً فهو ظالم، و {لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ١٢٤}(٢) [البقرة: ١٢٤]، ولا يوفق الله الكافرين.
  وإن قلتم حاشا لله أن يكون كذلك ولكنه يوحى إليه! خرجتم إلى ما هو أعظم مما نفيتم وجعلتموه نبياً، وجحدتم قول الله سبحانه: {مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ}[الأحزاب: ٤٠].
  وإن قلتم: إنه يعلم الغيب خرجتم من ملة الإسلام، ورجعتم إلى الشرك والآثام، وقد أمر الله نبيه ÷ بالاحتجاج على المشركين فقال: {وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ}[الأعراف: ١٨٨]. وقال: {وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ}[الأحقاف: ٩]. وقال: {وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ}[لقمان: ٣٤].
  والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد النبي وعلى آله الطيبين وسلم تسليماً.
(١) في (ب): ينسب.
(٢) في (ب): ولا ينال عهد الله الظالمين.