مجموع كتب ورسائل الإمام المهدي الحسين بن القاسم العياني،

الحسين بن القاسم العياني (المتوفى: 404 هـ)

باب الرد على الإمامية في صفة الإمامة

صفحة 251 - الجزء 1

  فإن قلتم: إنه كاهن ساحر، فهذا من القول أعيبه وأفضحه، على من ينتحل التشيع في آل الرسول، لأن من نسب⁣(⁣١) إليهم السحر والكذب فقد عابهم بأعظم العيب، ومن كان ساحراً كذاباً فهو ظالم، و {لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ١٢٤}⁣(⁣٢) [البقرة: ١٢٤]، ولا يوفق الله الكافرين.

  وإن قلتم حاشا لله أن يكون كذلك ولكنه يوحى إليه! خرجتم إلى ما هو أعظم مما نفيتم وجعلتموه نبياً، وجحدتم قول الله سبحانه: {مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ}⁣[الأحزاب: ٤٠].

  وإن قلتم: إنه يعلم الغيب خرجتم من ملة الإسلام، ورجعتم إلى الشرك والآثام، وقد أمر الله نبيه ÷ بالاحتجاج على المشركين فقال: {وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ}⁣[الأعراف: ١٨٨]. وقال: {وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ}⁣[الأحقاف: ٩]. وقال: {وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ}⁣[لقمان: ٣٤].

  والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد النبي وعلى آله الطيبين وسلم تسليماً.


(١) في (ب): ينسب.

(٢) في (ب): ولا ينال عهد الله الظالمين.