وتيجانهم المكللة في أوانه، برز في العلم حتى فاق أهل عصره، وسبق فيه أبناء دهره، وهو غصن خلافة نضير، وروضة فضل وغدير، مشهور بالزهادة معروف بالعبادة، له التصانيف الرائقة في علم الكلام، والكتب الحسنة في مخالفي العترة $ وهي كثيرة، قيل: إنها تبلغ ثلاثة وسبعين تصنيفاً منها (المعجز) في علم الكلام، و (الرد على الفضائية)، وغيرها من كتبه في الأصول، ومنها تفسير كامل سلك فيه الطريقة الوسطى، وأضحى قدحه المعلى، وشهد بأنه قد تبوأ من الفضل منزلاً رفيعاً ومحلاً.

  وكانت شجاعته معروفة، ومواقفه موصوفة، لا تفتقر إلى شاهد، ولا يطمع في جحدها جاحد، إلى أن قال:

  قام بالأمر بعد موت أبيه # وملك من ألهان⁣^(⁣١) إلى صعدة وصنعاء، ولم يزل ناعشاً للحق، داعياً إلى الصدق، كابتاً لأرباب الإجرام، معلياً لكعب الإسلام، حتى رفع للدين مناراً، وأعز له أنصاراً، وحمي له ذماراً، وقوض أركان الضلال، وكسا الحق ثوب الكمال.

  وكان ذلك دأبه # حتى قتله (بنو حماد) في بعض حروبه، في بعض نواحي البون⁣^(⁣٢).

(١) (مخلاف ألهان) من بلاد (آنس) محافظة (ذمار)، وألهان بوزن عطشان وهو أخو همدان وسمي هذا المخلاف باسمه. أنظر مجموع بلدان اليمن وقبائلها ١/ ٨٩.

(٢) الحدائق الوردية: ٢/ ١٢٠ - ١٢١.