[خلق الله للأشياء]
[خلق الله للأشياء]
  مسألة فإن سأل فقال: أخبرني عن الله سبحانه أخلق الأشياء من شيء أم من غير شيء؟
  قيل له ولا قوة إلا بالله: اعلم أن الله سبحانه خلق الأشياء من غير شيء واخترعها اختراعاً من غير بداء.
  فإن قال: وما أنكرت من أن يكون خلقها من شيء قديم لم يزل فنقله إلى الحدث حتى أبان فيه صنعه من غير أن يكون اخترعه؟
  قيل له ولا قوة إلا بالله: قولك(١) هذا فاسد محال؛ لأنه لا يخلو من أن يكون نقله كله أو نقل بعضه أو لم ينقل منه(٢) كلاً ولا بعضاً.
  فإن قلت: لم ينقل كله ولا بعضه، نفيت ما عنه سألت وجحدت(٣).
  فإن(٤) قلت: بل نقل كله أو بعضه، أوجبت بأبين البيان حدوثه(٥) ونفيت أزله وقدمه؛ لأنا قد بينا حدث الكل والبعض فيما تقدم من كلامنا وأوضحناه في أول كتابنا، وإذا صح أن الأصل كل أو بعض صح(٦) أن ذلك لا يكون إلا جسماً، وقد تقدم من قولنا إن الأجسام محدثة، وإذا كانت أصول
(١) في (ب): كلامك.
(٢) في (ب): أو لم ينقل كلاً ولا بعضاً.
(٣) في (ب): وجحدته.
(٤) في (ب): وإن قلت.
(٥) في (ب): حدثه.
(٦) في (ب): وصح.