مجموع كتب ورسائل الإمام المهدي الحسين بن القاسم العياني،

الحسين بن القاسم العياني (المتوفى: 404 هـ)

[مسأله إعلام الله جل شأنه لبعض خلقه]

صفحة 308 - الجزء 1

  [٢] والوجه الثاني: فهوانُ العذاب الأليم، وما جعله الله ضد الرحمة⁣(⁣١) والنعيم، وهو مما يستحيل على الخلاق العليم؛ لأن الألم لا يحل إلا في الأجسام وذلك فيتعالى عنه ذو الجلال والإكرام.

[مسأله إعلام الله جل شأنه لبعض خلقه]

  مسألة: وكذلك إن سأل فقال: هل يقدر الله أن يعلم بعض خلقه جميع معلوماته؟

  فإن قلتم يقدر فقد صار غيره في العلم مثله، وإن قلتم لا يقدر عجَّزتموه.

  قيل له ولا قوة إلا بالله: هذه مسألة متناقضة؛ لأنك قلت هل يقدر أن يُعلم بعض خلقه جميع ما يعلمه⁣(⁣٢) فجعلت لمعلومه جميعاً، والجميع يتناهى ومعلوم الله لا يتناهى ولا يحد ولا يحصى أبداً ولا يعد، فالنقض⁣(⁣٣) لمسألتك أتى من عندك لما في مسألتك من تناقض قولك.

  ألا ترى أن الله من معلومه نفسه، وليس له جميع فيكون محدوداً، وليس بعدد فيكون معدوداً، فكيف تريد أن يعلم خلقه نفسه، ونفسه لا تعلم، ولا تدرك بغير الأدلة ولا تفهم؛ لأنها نفس ليست من الكل والأبعاض، ولا من الأجسام والأعراض، وسؤالك فإنما⁣(⁣٤) هو عن كل المعلومات، والكل فلا يصح إلا من المصنوعات.


(١) في (ب): ضداً للرحمة.

(٢) في (ب): يعلم.

(٣) في (ب): والنقض.

(٤) في (ب): إنما هو.