مجموع كتب ورسائل الإمام المهدي الحسين بن القاسم العياني،

الحسين بن القاسم العياني (المتوفى: 404 هـ)

[موانع خطاب الله للعباد بنفسه]

صفحة 318 - الجزء 1

  من اعماله، فإن الله ø أحكم الحكماء، وأرحم الرحماء، وإذا كان كذلك فليس يفعل فعلاً إلا بعد اختياره، لعلمه بالمصالح واقتداره.

  اللهم يا مولاي إني أحمدك على كلما فعلت، ولا أذم خيرتك فيما اخترت، ولا أقول ليتك لم تفعل فيما منعت، بل أسلم لك يا مولاي في كل ما قدرت، وءاتمر بكل ما أمرت، فلك الحمد إن أنعمت علي، ولك الحمد إن ابتليتني، ولك الحمد إن أحييتني، ولك الحمد إن أمتني، ولك الحمد إن أعطيني، ولك الحمد إن منعتني، ولك الحمد إن شفيتني، ولك الحمد إن أمرضتني، أقر على نفسي بالعجز والجهل، وأشهد لك بالعلم والفضل، والحكمة والجود والعدل، فكيف أحكّم عجزي على قوتك، أو أحكم جهلي على علمك، فكل ما فعلت يا حكيم فأنت فيه مصيب، فاختر لي بعلمك في جميع الأمور، ولا تكلني إلى نفسي في شيء من التدبير، فإني يا عظيم لا أثق بنفسي؛ لعلمي بضعفي ومسكنتي وفقري إلى رحمتك وفاقتي، لا حول ولا قوة إلا بك، ولا أرجو الخير إلا بأسبابك.

  اللهم إني أستجير من سؤال أحد من العبيد، وأنت أقرب إليّ من حبل الوريد، فارحم خادمك وعبدك الذليل القليل، يا واحد يا عظيم يا جليل أن لا تعذبنا بنار الجحيم.

[موانع خطاب الله للعباد بنفسه]

  مسألة فإن قال: ما منع الله من خطاب العباد بنفسه؟

  قيل له ولا قوة إلا بالله: إنما الخطاب هو الكلام المخلوق وقد أنزل الله كلاماً وبرهاناً وشفاء ورحمة لا يحتاج معه إلى غيره من الخطاب بفضل ما