مجموع كتب ورسائل الإمام المهدي الحسين بن القاسم العياني،

الحسين بن القاسم العياني (المتوفى: 404 هـ)

الوقفة الأولى: حول الأقوال المنسوبة إليه

صفحة 33 - الجزء 1

  ذلك، وينبه على ما هنالك، فيقول: «وليعلم من سمع قولنا، أو فهم تأويلنا أن الوحي الذي ذكرنا فيما تقدم من كلامنا أن الله ختمه بنبينا هو هبوط الملائكة، وما كان لسمع موسى من المخاطبة، فذلك الذي ختمه الله، وقطعه بعد محمد ÷ لأنه علم أنه أفضل الآدميين، ففرق بينه وبين أهل بيته أجمعين بأن جعلهم تابعين، وبشريعته مقتدين، ولو علم في ذريته أفضل منه لأزاح ختم النبوة عنه، ولجعل بعده أنبياء مثله، ولما أبان على فضلهم فضله»⁣(⁣١) فهل بعد هذا من إيضاح أو تعليق!

ب - شبهة المهدوية

  ذكر العلامة الجلال المتوفى سنة (٨٠٥ هـ) وابن الوزير المتوفى سنة (٨٤٠ هـ) أن الإمام الحسين زعم أنه المهدي، وأنه أفضل من النبي ÷ وأن كلامه أفضل من القرآن، ثم رجعت إلى كلام الإمام الحسين العياني لعلِّي أجد إشارة أو عبارة تدل على هذا، فوجدت أنه ينكر كل ذلك.

  فيقول وكأنه يجيب على من زعم أنه ادعى المهدوية عند تفسيره لقول الله سبحانه: {وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ}⁣[النساء: ١٥٩] قال: «يحتمل أن يريد إلّا من قد آمن وأتى بالمستقبل بمعنى الماضي، ويحتمل ما روي عن الأئمة $ أن الله سبحانه يظهره في آخر الزمان يدعو إلى طاعته وطاعة المهدي، ويصلي خلفه» وتفسيره لقوله تعالى: {لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ}⁣[التوبة: ٣٣] قال: «هو وعد من الله سبحانه لرسوله، فكان ما وعد، قال: وأتى في الخبر عن الأئمة عن النبي عليه و $، أن هذا


(١) الرد على من أنكر الوحي بالمنام، وهو ضمن هذا المجموع الذي بين يديك.