كتاب مهج الحكمة والفوائد
كتاب مهج الحكمة والفوائد
  
  سألت يا أخي وفقك الله لثوابه، ونجانا وإياك من عذابه، وأعاذنا من سخطه وعقابه، فقلت: ما عدل الله تبارك وتعالى في الم الأطفال.
  والجواب في ذلك: أنه جعل ألمهم إن كانوا يفهمونه ويميزون ما ينالهم ويعقلونه أدباً لهم، وتزهيداً في الدنيا مع ما ينالهم من الثواب الذي لا يبلى.
  [الحكمة في الم الأطفال]
  وقد سألني أخي رزين بن أحمد أحسن الله توفيقه وهدايته ومزيده عن ألم الأطفال فقال: ما عدل الله سبحانه في ألمهم وأسقامهم في حال صغرهم.
  قلت: ألمهم ذخيرة ادخرها لهم في وقت حشرهم وفاقتهم إلى الثواب وفقرهم.
  قال: أرأيت إن كبروا وخرجوا فساقاً وماتوا على فسقهم ومعاندتهم لله وكفرهم؟
  فقلت: له أجل يكون إبطالاً لثوابهم باختبارهم، وقلة إحسانهم وصبرهم وعداوتهم لله وعنادهم، وإهلاك انفسهم وفسادهم.