مجموع كتب ورسائل الإمام المهدي الحسين بن القاسم العياني،

الحسين بن القاسم العياني (المتوفى: 404 هـ)

[الحكمة من خلق الكافرين]

صفحة 350 - الجزء 1

  وأضافوا لعنهم الله إلى خالقهم أقبح الفعل، فاخرجوه بعمى قلوبهم من الفضل وبعدوه بكفرهم من الحق والعدل، ثم لم يرضوا بذلك حتى جعلوا الجور عدلاً وصيروا العلم جهلاً، فزادهم الله عماً على عماهم، وأبعدهم من رحمته وأرداهم، فلقد صاروا في مكابرتهم إلى ما تنكره عقول الأطفال، وتنفر منه أنفس الجهال، ونحن سائلوا من نسب الجور إلى الرحمن، وقذفه بالزور والبهتان عن مسألة واحدة، نُبين لأهل العقول فيها خللهم، ونظهر لجميع الناس بجوابهم جهلهم.

[الحكمة من خلق الكافرين]

  فنقول إن شاء الله: ما تقولون في خلق الله للكافرين، أخلقهم ليتفع بهم؟ أم خلقهم لينتفعوا بخلق الله لهم؟ أم خلقهم للعبث في إيجادهم؟

  فإن قالوا: إنه أوجدهم لينفعوه فقد كفروا به وجحدوه.

  وإن قالوا أنه أوجدهم عبثاً وتمرداً وخبثاً فقد خرجوا من الإسلام إلى الشرك والجهل والآثام.

  وإن قالوا: لا ندري لم خلقهم فقد أقروا على انفسهم بالجهل وصاروا إلى أقبح القول والفعل، وإن رجعوا إلى الحق صاغرين وقبلوا قول أحكم الحاكمين: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ٥٦ مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ ٥٧}⁣[الذاريات: ٧٥ - ٦٥].

  ومما يدل على أن فعل الكافرين منهم، وان الله على كفرهم عذبهم، أن يقال لهولاء الملحدين الجهلة الأوباش الجاحدين: اخبرونا أعذب الله الكافرين على