كتاب الأسرار

  أسأل الله حسن توفيق المهتدين، واسترشده إلى الهدي رشد المرشدين، وأبرأ إليه من أعدائه الملحدين، وأتقرب إليه بعداوة الجاحدين، وأسأله النجاة من الضلالة عن اليقين، وأعوذ به من همزات الشياطين، والحمد لله رب العالمين وسلام على سادتنا الملائكة المقربين والأنبياء الكرام المطهرين، وصلواته على رسوله محمد خاتم النبيين وعلى أهل بيته ساداتنا الطاهرين الأخيار الأبرار الصادقين، ثم نقول بعد في أسرار الكتاب ما لا تنكره بعون الله حجج الألباب، وما هو عند ذوي الحجا أصوب الصواب، أن الله سبحانه جعل محكمه نعمة لذوي العقول، ومتشابهة محنة وفرقاً بين الفاضل والمفضول، ولولا المحن لما تفاضل احد ولما بان موحد ولا ملحد، ولكن الله كشف عجائب الأسرار، وميز بين جميع الأخيار والأشرار، وقد ذكرنا كثيراً من المتشابه في كتاب (الغريب)⁣^(⁣١)، فما عنت الملحدون وعاب على الله الكفرة الجاحدون، وسنذكر بعون الله من ذلك طرقاً يكون فيه لمن عقل ما كفى.

(١) كتاب الغريب أحد كتب المؤلف في تفسيرالقرآن الكريم، بأيدينا نسخة منه، ونعمل على تحقيقه.