الوقفة الأولى: حول الأقوال المنسوبة إليه
  يستفيد من خاتم النبيين ومن أمير المؤمنين فليقف على ما وضع الهادي إلى الحق ~، وكذلك ما وضع المرتضى لدين الله # من العدل والتوحيد والحلال والحرام، وغير ذلك من شرائع الإسلام، لأنهما أخذا العلم الذي جاء به رسول الله ÷، ولا يلتفت إلى اختلاف المختلفين، ولا يعتمد على أقاويل القائلين، فإني وطئت من العلوم مهجها، واعتزلت - والحمد لله - همجها، فما رأيت علماً أشفى، ولا أبين، ولا أكفأ، مما أتَيَا به من خالص الدين، ومحض اليقين، رواية عن خاتم النبيين وسيد الأولين والآخرين، أخذاه عن آبائهما، وحفظاه عن سلفهما، أباً فأباً، وجداً فجداً، حتى ينتهي إلى الأصل أمير المؤمنين، عن سيد المرسلين، عن الروح الأمين وإخوانه الملائكة المقربين، عن الله رب العالمين وفاطر السماوات والأرضين، فالحمدلله الذي جعلنا من المقتدين ومن علمهما مستفيدين، فمن علمهما استقيت، وبهداهما اهتديت، وبهما في جميع الأمور اقتديت، وفي آثارهما مشيت»(١).
  فيا ترى هل نقبل بعد هذا قول قائل؟! أو تحليل متعسف مائل؟ بعد أن عرفنا ما حيك ضده من افتراءات باطلة، وأكاذيب واضحة.
  ولله در القاضي العلامة محمد بن جعفر بن الشبيل غالبية حيث قال: «لما سمعت من السيد الشريف الفاضل حميدان بن يحيى هذه المجموعات التي جمعها، وذلك بعد أن نسختها من الكراريس التي بخطه، ومن جملتها هذا الذي من كلام مولانا الإمام المهدي لدين الله الحسين بن القاسم - سلام الله عليه
(١) منهج الحكمة (خ).