مجموع كتب ورسائل الإمام المهدي الحسين بن القاسم العياني،

الحسين بن القاسم العياني (المتوفى: 404 هـ)

كتاب التوفيق والتسديد والآداب

صفحة 408 - الجزء 1

  ثم يقال لمن زعم أن الله وفق العصاة قبل توبتهم، وسددهم في حال معصيتهم: أخبرنا أيها الجاهل عن التوفيق والتسديد، والعون من الله والتأييد، أهما مكافأة للعبد على طاعته؟ أم عون للفاسق على معصيته؟ أم تأديب له من الله على غفلته لما علم من إنابته ورجعته؟

  فإن قال: إنهما زيادة من الله للمؤمنين⁣(⁣١)، ومكافأة لعباده الموقنين⁣(⁣٢)، فقد أصاب في قوله: [ورجع عن مكابرة جهله، وإن قال إن التوفيق معونة من الله للفاسقين فهذا لا يكون مع ضعف عقله بين المتعبدين، ولا يناظره أحد من المكلفين. فإن قال: إن التوفيق والتسديد أدب من الله للفاسقين فهذا ما لا يقول به أحد من الناس أجمعين، لأن الأدب نكال وعذاب وألم وجيع وأتعاب ونصب ومواقعة وغم وعقاب والتوفيق فإنما هو رحمة وصواب]⁣(⁣٣)، وأصل التوفيق مأخوذ من الموافقة للصواب، وموافقة الحق في جميع الأسباب، وكذلك التسديد مأخوذ من السداد، وإصابة⁣(⁣٤) الحق والصدق والرشاد.

  [لا ينكر ذلك إلا جاهل بلسان العرب أو متسلب العقل سيء الأدب، وليس يقول أحد يعقل أن الفاسق مصيب في حال فسقه، كما هو مصيب في حال إنابته وصدقه، وكيف يكون الكافر لنعم الله موصوفاً بأخسر صفات المؤمنين وهو داخل بعد في أقبح صفات المجرمين، هذا ما لا يقول به الأخبل من الخبلان، قد أعمى الله قلبه وأصداه بالخذلان]⁣(⁣٥).


(١) في (ج): للموقنين.

(٢) في (ج): للمؤمنين.

(٣) ما بين المعكوفين ساقط في (ج).

(٤) في (ج): وأصله.

(٥) ما بين المعكوفين ساقط في (ج).