مجموع كتب ورسائل الإمام المهدي الحسين بن القاسم العياني،

الحسين بن القاسم العياني (المتوفى: 404 هـ)

[حكم من سافر الى بلد السدم]

صفحة 413 - الجزء 1

[حكم من سافر الى بلد السدم]

  وسألت عن الرجل أمأثوم إذا سافر إلى بلد السدم؟

  (والجواب): [واعلم]⁣(⁣١) أنه إن تعمد بذلك تلف نفسه فقد أثم، وإنما⁣(⁣٢) السدم طبيعة حارة من جنس النار يقوى بأشكالها، وتبطل بخلاف أمثالها، وإنما ركب الله ø أجسام العباد على أربع طبائع مختلفة، متضادة غير مؤتلفة، وهي: الحر والبرد، واليبس والرطوبة، وكل طبيعة من هذه الأربع تقوى بشكلها، وتبطل بضدها، فكل حار من الأغذية يقوِّى الحرارة التي في الجسد وينميها، وكل بارد من الأغذية يبطل الحرارة وينفيها، ويقمعها أبداً ويطفيها. وكذلك روي عن سيدنا رسول الله ÷.

  وأما ما روي عنه من المقال، بأن بلد الوباء يقرب في الآجال، فهذا فاسد من الرواية والمقال، ولا⁣(⁣٣) يمكن أن يكون نهى عن بلد الوباء لتعب الحر وأعراضه، ونكد عواقب السدم وأمراضه.

  فأما الأجل، فلا يقربه إلا الله ø، أو ظلم العباد، وتفريقهم بين الأرواح والأجساد، لأن الله سبحانه طبع الروح والجسم على الاجتماع، والإفتراق عند التغير والإنقطاع، فإذا تغير الجسد خرج الروح بعد قراره وثباته، ومات الجسم وهلك بعد حياته، رحمة منه سبحانه للمخلوقين، وتنبيهاً بالضعف للغافلين، لينظروا إلى ضعف أنفسهم وأجسادهم، فيزهدوا في الدنيا


(١) ما بين المعكوفين ساقط في (ج).

(٢) في (ج): فإنما.

(٣) في (ج): ولكن.