مجموع كتب ورسائل الإمام المهدي الحسين بن القاسم العياني،

الحسين بن القاسم العياني (المتوفى: 404 هـ)

[الأمراض]

صفحة 416 - الجزء 1

[الأمراض]

  وسألت عن الأمراض، وما ينال الآدميين من وَصَب الأعراض وذلك من الله لا شريك له، وهو الذي صنع ذلك وجعله، وركبه في الأجسام ونزله.

  وأما ما يستعمله الناس من الطبائع فليس يقدرون على طبعه، وإنما يقدرون على تناوله وجمعه، وليس للعباد فعل في هذه السموم إلا الحركات، ولا ينسب قتل السم إلى الجمادات، وإنما هو محنة وهلكة من الهلكات، وإنما فعل العباد تفريق وجمع، ورفع ووضع، وصلة وقطع، وطاعة ومعصية، وسكون وحركة، وضمير ونية.

  فأما الطبائع فهي من فعل الله وتدبيره، وحكمته وتقديره، ولا ينسب الفعل إليها ولا إلى جامعها، ولا يكون ذلك إلا من فعل صانعها.

[الجنون]

  وسألت عن المرض الذي يسمى الجنون، أهو من الجن، أم (هو من فعل⁣(⁣١) الله) في المجنون؟

  واعلم يا أخي - أكرمك الله - أن الجنون هو ما أجن العقل وستره، وحال بينه وبين المعقولات وغمره، ولا يكون ذلك إلا بملامسة العلل ودخولها، وجولانها في القلوب وحلولها، والجان فلا يتهيأ له الدخول، ولا يمكنه الملابسة والحلول.


(١) في (ج): (أهو فعل من الله).