مجموع كتب ورسائل الإمام المهدي الحسين بن القاسم العياني،

الحسين بن القاسم العياني (المتوفى: 404 هـ)

كتاب السبيلين العقل والنفس

صفحة 440 - الجزء 1

  فاجعلوها رحمكم الله تابعة للعقل ولاتجعلوها سلماً إلى الجهل، وحكموا العقول عليها، ولاتركنوا⁣(⁣١) أبداً إليها، ومن أراد أن يظفر بأعظم الكرامة، ويحل (في محل)⁣(⁣٢) السلامة، وينجو من الحسرة والندامة، فليحكم عقله على هواه، ويؤثر آخرته على دنياه، فالعقل إمام الملائكة المقربين، والأنبياء المهتدين، والأئمة الراشدين، وأتباعهم المقتدين، وهو الدليل على رب العالمين، وحجة على المخلوقين، [وهو أيقن اليقين، وأطيب حياة المؤمنين، وسرور عباد الله الموقنين، وبه نجا الهادون المهتدون، وبخلافه هلك الملحدون العماة والكفرة الجاحدون، العصاة الجهال المتمردون، فمن اقتدى به أبصر ومن فارقة تحير لا يسلم بغيره من الردى ولا يجد بعد تركه هدى، إذ هو من الأمناء وأفضل القرناء وأحق الحقائق وأوثق الوثائق، لا تنفر القلوب عن أمانته، ولا تسكن إلى مجانبته ولا تطمئن بعد مفارقته، ليس بعد شهادته حقيقة، ولا بعد ثقته وثيقة، من فارق حقيقة علمة جهل، ومن فارقه خذل وضل، ومن لم يحكمه فقد غفل، ليس بعده لحكيم بصره، ولا لمن كابره تذكره، ولابعده إلا جهل وحيره، وضلال ومكابرة، بشواهده نزل الله كتابه وأبان حكمته وصوابه، ووصل به أسبابه والحمد لله رب العالمين، وصلواته على سيدنا محمد وآله وسلم تسليماً]⁣(⁣٣).


(١) في (ج): ولا تنكلوا.

(٢) زيادة من (ج).

(٣) ما بين المعكوفين ساقط في (ج).