مجموع كتب ورسائل الإمام المهدي الحسين بن القاسم العياني،

الحسين بن القاسم العياني (المتوفى: 404 هـ)

[النهي عن الجدال والمخاصمة]

صفحة 446 - الجزء 1

  وأما المجهول فيحسن به الظن ولا يركن إليه ولا يعتمد إلا بعد الخبرة عليه، فإن كان جاهلاً علم وارشد، وقرب إلى الخير ولم يبعد.

  وأما أهل الكفر فلا تركن إليهم ولا تعتمد في شيء من الأمور عليهم، ومن بان لك منه النفاق فلا تنبسط إليه وإن تنسك، وأعرض عن القبيح وأمسك؛ لأنه لا يؤمن عند إظهاره للديانة أن يجعل ذلك سبباً للخيانة.

  وقد ذكر العالم⁣(⁣١) # أن عيسى بن مريم ~ قال: (لا تمنعوا الحكمة أهلها فتظلموهم فتأثموا، ولا تبذلوها لمن لا يستاهلها فتظلموها، ولا تطرحوا كرائم الدب بين الخنازير فتقذروها).

  وكما قيل: إن المتكلم بالكلمة عند من لا يعقلها فيرويها فيقبلها كالمغني عند رؤوس الموتى، وكذلك من أمات الله قلبه عن آياته فلم يقبلها هلكةً وموتاً.

  وقد ذكر عن يحيى بن زكريا ~ لما صارت طائفة من الزنادقة وأبنائها إليه يريدون تطهيره ومسألته تعنتاً وتمرداً، فقال لهم - إذ علم أنهم لا يريدون بمسألته الرشد والهدى عندنا طلبوا من ذلك إليه - (يا بني الأفاعي، آتوا بِثَمرة تصلح للتطهرة والتزكي، فأبى ~ أن يطهرهم إذ عرف كفرهم وأمرهم).

  ولنا يا أخي أكرمك الله أسوة حسنة بمن مضى من آبائنا، ولهم أسوة بمن مضى من أشكالهم وأشباههم من الزنادقة وأمثالهم.

  والحمد لله وحده، وصلواته على خير خلقه محمد وآله الأطهار الأخيار وسلم تسليماً


(١) يقصد الإمام القاسم بن إبراهيم جد الإمام الهادي $. تقدمت ترجمته.