مجموع كتب ورسائل الإمام المهدي الحسين بن القاسم العياني،

الحسين بن القاسم العياني (المتوفى: 404 هـ)

كتاب الرؤيا

صفحة 450 - الجزء 1

  في الأرض والسماء، وفيما بينهما من الأجواء⁣(⁣١)، لم ينقطع من الأماكن تدبيره، ولم يعدم فعله وتقديره، وإدراكه للأشياء فهو علمه بها، وعلمه فهو قدرته عليها.

  فأما من زعم أنه عالم قادر ولم يقل إن العلم والقدرة هما الذات، وكذلك ما وافقهما من الصفات، فقد جهل حقيقة العلم لتناقض قوله، ونفي إدراكه للمعلومات بجهله، وبلغ الغاية من⁣(⁣٢) مكابرة عقله؛ لأنه قد أقر لله بإدراك معلوماته، إذ الدرك من أكرم صفاته، والدرك حق عند جميع ذوي الألباب، وليس شيئاً⁣(⁣٣) غير الله رب الأرباب.

  لأن الدرك يخرج على وجهين:

  [١] فدرك من صفات المخلوقين.

  [٢] ودرك هو من صفات رب العالمين.

  فأما إدراك العباد: فهو علمهم، وعلمهم متعلق⁣(⁣٤) بهم، وهو ما ركب الله من عقولهم، جمع بينه وبين أجسامهم، وكذلك علم حواسهم وأوهامهم.

  وأما علم الله: فهو ذاته، وكذلك قدرته وحياته؛ لأن علمه لو كان سواه لكان مجموعاً إليه، ولكان له جامع فطره عليه، ألا ترى أن من قال إنه عالم، ثم قال لا علم له، فقد نقض بأبين البيان قوله، وإنما أنكروا ذلك بجهلهم، وقلة⁣(⁣٥)


(١) في (ج): الأحوال.

(٢) في (ج): في.

(٣) في (ج): شيء.

(٤) في (ج): وعلمهم علم العباد.

(٥) في (ج): ضعف.