مجموع كتب ورسائل الإمام المهدي الحسين بن القاسم العياني،

الحسين بن القاسم العياني (المتوفى: 404 هـ)

[بيان فضل عترة النبي ÷]

صفحة 470 - الجزء 1

[بيان فضل عترة النبي ÷]

  وعلم - عن أن يحويه قول أو يناله - أن سيكون في خلقه من يصد عن الحق والهدى، ويتبع الغي والردي، فاختار لدينه ذرية طيبة، وعترة [منتخبه] منتجبه، ومن الرجس والأدناس متبرية، فالحمد لله الذي اصطفاهم فطهرهم وفضلهم على خلقه وأكملهم، واختارهم لعلمه وانتجبهم واختصهم لهدايته فهذبهم، فلم يجعل لأحد معهم في وراثتهم نصيباً، ولم يجعل من خالفهم مصيباً، فأخرهم بأولهم مقتدون، وفي العلم والهدى متلدون، وبالجود والفضل مرتدون، ومن الرسول مشتقون، وللهدى والرشد موفقون.

  فالحمد لله الذي جعلهم للحكمة موئلاً، وللدين محلاً ومعقلا، وخصهم بولادة خاتم النبيين وأخ الملائكة المقربين وخص بولايته من والاهم، وخذل من نصب لهم وعاداهم.

  والحمد الله الذي وفقهم وهداهم، ونصرهم وأتاهم بقواهم، وخذل أعداهم فأصمهم وأعماهم، وضلل سعيهم فأرداهم، فلن يوفق أبداً من عصاه، ولم يخذل من خافه واتقاه، ولن يضل عن رشده من هداه، وسنعود إلى ما بدأنا به من ذكر هذا القول وأصحابه من هذه العوام، وجهالها وعُماة الأمة وضُلالها، ممن جهل الله فلم يعرفه، وعمي عن دلائله فلم يخفه، وجاهر بكبائر عصيانه وقذفه بزوره وبهتانه، فهو عن الله متحير غافل، وعن الرشد والحق زائل، وعن اليقين به جاهل، فهو يظن بجهله لخالقه أنه إذا أحاط ببعض شرائعه أنه حجة على الخلق لصانعه، فهو يعود إغمار هذه الأمة بجهده، ويدعوهم إلى ما عمي عنه من رشده، فهو دائب في عداوة آل الرسول، خارج عن حقائق