مجموع كتب ورسائل الإمام المهدي الحسين بن القاسم العياني،

الحسين بن القاسم العياني (المتوفى: 404 هـ)

[حجج الله تعالى]

صفحة 475 - الجزء 1

  إذ كلهم للأئمة رافض، ولقولهم معارض، وبكتب أمواتهم متمسك، ولسبيل إخوانهم سالك، فليت شعري ما الفرق بينهم وبين كلامهم وأشباههم في الناس وأمثالهم، إذا كانوا الكتاب الله دافعين، ولحكمته تاركين، فلعمري لو قال قائل: إن الأشياء كلها عدم لكان أهون من أن يرد من الكتاب محكماً، ولو قال: إن القمر شمس والشمس قمر لكان أهون مما على الله افتري، ولو قال: إن النهار ليل والليل نهار لكان أهون مما نسب إلى العلي الأعلى، فنعوذ بالله من الحيرة والعمى، فهذا غاية الخروج من المعقول والرد لقول الواحد الجليل، إلا أن هذا الذي يزعم أن الليل نهار أهون جرماً ممن رد كتاب الله جهاراً. وزعموا أن لله حجة مغمورة، إذ لم يكن ثم حجة مشهورة، غير من هو عندهم معارض، ولكلام الأئمة بزعمهم رافض، والله سائلهم عما ذكروا من المحال، وأفحشوا في أولياء الله من المقال، وأكذبوا ما قال فيهم الله ذو الجلال، فأخرجوا الله بحجتهم - هذا المغمور - من الحكمة والعظمة والتدبير، إذ زعموا أن الله يحتج على عباده وينفي الفساد من بلاده، بحجة لا تُري ولا تبصر ولا تسمع بها ولا تذكر، ولا تأمر بمعروف ولا تنهى عن منكر، ولا يرد [بها] على أحد من المبطلين ولا ينصر [بها] الحق والمحقين.

[حجج الله تعالى]

  وايضاً فإن الحجة الله من السابقين والمقتصدين أغضب لله من جميع المخلوقين، فجعل هؤلاء القائلون المحتجون على الله الجاهلون أنفسهم أعضد عندهم من حجة ربهم المغمور الذي يعتقدون في مذهبهم، وإنما سمى الحجة حجة لاحتجاجه على الفاسقين وقمعه للظلمة المنافقين.