مجموع كتب ورسائل الإمام المهدي الحسين بن القاسم العياني،

الحسين بن القاسم العياني (المتوفى: 404 هـ)

كتاب المعجز الباهر في العدل والتوحيد لله العزيز القاهر

صفحة 53 - الجزء 1

  

  الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين، حسبي الله ونعم الوكيل، أسأل الله التوفيق لهدايته، واسترشده إلى طاعته، وأسأله النجاة برحمته، وأعوذ به من خذلانه، وأهرب إليه من عصيانه، وأؤمن به وأتوكل عليه، وأفوض أمري جميعه إليه، وأشهد أن لا إله إلا هو وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، وأن وعده ووعيده حق، وقوله سبحانه صدق، وأنه عدل في جميع أفعاله، صادق في جميع أقواله.

  وبعد ... يا أخي فقد سألت عن أفضل ما سأل عنه سائل أو قال به من الناس قائل، عن الدليل على الله سيدنا وربنا وخالقنا، والرد على الزنادقة الملحدين، الكفرة الفجرة الجاحدين، أهل الحيرة والعمي، المتلددين الضالين، البكم العمي، أشباه البهائم العجم التي لا تعقل من الأمور إلا ما رأت وجاهرت، ولا تعرف إلا ما شاهدت ونظرت، ولا تميز إلا ما سمعت وأبصرت، ولا تفرق بين الباطل والحق، ولا تميز المحال من الصدق، أولئك فهم أكثر الأنام، وأشباه سائمة الأنعام، فكان مما سألت عن الدليل على هذه الفضائية الكفرة، الأغالف الأرجاس الفجرة، وقد ظفرت إن شاء الله بما طلبت، ووفقت بمن الله لما أردت، فأسال الله أن يزيدك إلى هداك هدىً، وأن يجعلك راشدأ مرشدأ، فقليل من الناس من يستدل على الحق بأدلته، ويجتهد في فكاك رقبته، إذ كانوا عن الله ذاهلين، ولسبب النجاة جاهلين، ولو طلبوا الحق من أهله لوجدوه، ولو سألوا عن مغرسه لما عدموه.