كتاب الرد على عبدة النجوم وغيرهم من فرق الملحدين
  في ذلك بمنه، ونعوذ بالله من خذلانه، ونسأله التسديد بعونه، فإنه لا يُوفق إلا من هداه، ولا يصيب الرشد إلا من خافه واتقاه.
  ألا ورحم الله عبداً حذر على نفسه من الدنيا، فإن محبتها أصل كل فتنة، والركون(١) إليها أول كل محنة، تصد من أحبها عن ذكر الرحمن، وتشغل من نالها عن الخشوع والإيمان، وتدعو إلى طاعة الشيطان، فكل ما قضى من حوائجها حاجة طاشت به إلى أخرى، وأعقبته عند الله فقراً، فهو عن الموت غافل مغرور، وبلهوها جذل مسرور، وعن الله ذاهل مغمور، فهي تقوده إلى النار والعذاب، وتبعده عن رب الأرباب، فهو من الموت على ميعاد، وهي إلى تصرم ونفاد.
  فنسأل الله تبارك وتعالى أن يبارك لنا في قليل حياتنا، وأن يُحضرنا عفوه عند وفاتنا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادة مَن عرفه حق معرفته، وأيقن [به](٢)، وتخضَّع لعبوديته، ورجا عفوه عما سلف من خطيئته.
  وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وصفوته من بريته، شهادة من صدق بنبوته، وتقرب إلى الله بمحبته، واشتاق إلى لقائه ورؤيته.
  وأشهد أن الساعة آتية لا ريب فيها، وأن الله يبعث من في القبور، شهادة أرجو بها عفوه يوم النشور، وأشهد أن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ~ [كان خير البرية بعد نبيها ÷](٣)، وأشهد بإمامة ولديه الحسن والحسين ابني رسول الله الفاضلين، وأشهد أن الإمامة من بعدهما فيمن طاب من ذريتهما،
(١) في (ب): بالركون إليها.
(٢) ما بين المعكوفين ساقط في (ب).
(٣) في (ب): وصية والإمام المفترض طاعته على جميع الثقلين. ولعله الأصح.